كلمة المبرة

كلمة المبرة

كلمة المبرة .. بقلم الدكتور : عبدالمحسن الخرافي - رئيس مجلس الإدارة 

الحمد لله رب العالمين ...

نلهج بها ثناء على ربنا سبحانه ... الذي وفقنا إلى فكرة المبرة أولاً ... واجتماع شملنا المتناسق المنسجم لتأسيسها في تكامل بنَّاء ... يسفر عن بِناءٍ مشيد يسر الناظرين ولله الحمد والمنة .

الحمد لله رب العالمين ...

نلهج بها بملءِ أفواهنا ... ومن أعماق أنفاسنا ... لله سبحانه الذي اصطفانا لتأسيس هذا الصرح المبارك ... مبرة الآل والأصحاب ... التي نذرت نفسها كمؤسسة لها شخصيتها الاعتبارية ، وكأفراد هبُّوا على صعيدٍ واحد لخدمة تراث الآل والأصحاب ، والنهل من معين هَدْيهم الذي لا ينضب .

والحمد لله ... ثم الحمد لله ...

الذي وفقنا لخدمة دينه العظيم ... من ثغرٍ مهم ... هو هدي الآل والأصحاب ... الذي يمثل حجر زاوية في أركان الدين القويم ، كيف لا وقد نصروا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وناصروه ، وثبتوه ؟ ونقلوا لنا القرآن الكريم سليماً من التحريف ، والسنة المشرفة بلا خلط ولا دَخَن .

كيف لا ؟ وقد قدموا أرواحهم في سبيل إيصال رسالة الإسلام إلينا لنرتشفها سلسبيلاً سائغاً في عصر أحوج ما نكون فيه إلى دليل مرشد يهدينا السبيل بين مُدْلهمَّات الخطوب.

أمَّا هذا الموقع الالكتروني ... فهو يعكس الإنجاز الذي يحق لأصحابه أن يفرحوا به في زمن قياسي ليس بالكثير. إذا ما قارناه بأعمار المؤسسات وإنجازاتها .

ولأنه يعكس حجم الإنجاز ، وشكل الإنجاز ، وطبيعة الإنجاز ، وخطاب الإنجاز ولغته ، ومنطلقات الإنجاز وبديهياته ، والروح الجماعية في تحقيق هذا الإنجاز ، والإشفاق الكبير على حُسن تنفيذه ، والرغبة الشديدة في إنجاحه ، ثم إيصاله إلى أكبر قدر ممكن ليستفيد منه الجميع بشكله الإلكتروني على الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ).

ولقد كان من اليسير أن يكون أكبر حجماً ، وأغزر بحراً ، لو تفرغ العاملون في المبرة والباحثون في مركز البحوث والدراسات بها للتأليف وللنشر فقط ، ولكن ولله الحمد نحن نرضى بهذا المقدار من الإنجاز رغم ما كان يصاحبه من مشاغل كثيرة كنا ننزل فيها إلى الميدان ... نزور الناس في مجالسهم ومنتدياتهم الاجتماعية ... ونستقبل الضيوف ... والوفود الرسمية والأهلية ... لنشرح لهؤلاء جميعاً منهجية المبرة وأهدافها وسياسات عملها وآلية انجازاتها ... وأبرز إصداراتها ... وأهم البشارات والثمار كحاصل للعمل فيها ، كما كنا نسافر إلى البلاد العربية والإسلامية والعالمية للتعريف بالمبرة وفكرها وتقديم الدورات التثقيفية في تراث الآل والأصحاب وهديهم رضوان الله عليهم أجمعين.

فهذا كله كان على حساب الإصدارات المطبوعة، فضلاً عن الروح التعاونية العالية لأعضاء مركز البحوث والدراسات الذين ما فتئوا يقدمون الدورات التثقيفية في تراث الآل والأصحاب للمبتدئين والمتخصصين على السواء.

وكم يشرفني ويشرف المبرة أن نكون عند حُسن ظن أهلنا في دولة الكويت الحبيبة ودول المنطقة وبلاد العالم الإسلامي أجمع ... فنجد الاحتضان والتبني والانسجام من كافة الأجهزة الرسمية ... والمؤسسات الأهلية المناظرة ... لما لمست من منهج وسطي للمبرة يضع يده على جرحٍ نازفٍ من جسد الأمة ومسبب للوهن فيها ... ألا وهو الطائفية .

إن معالجة تطويق الطائفية في المنهج الوسطي للمبرة تنطلق من عدم التهجم على ثوابت الطوائف ، والاستشهاد بأدبيات تراثها بالجزء والصفحة لكي تحكى المبرة لغة الأطراف كلها. وهذه المنهجية ولله الحمد والمنة أدعى للقبول لمن رام الإنصاف ونشد العدالة ... واحترم عقول الآخرين.

ورغم إن حديثي في المبرة مجروح .. إلا أنني أنقل إليك عزيزي القارئ ... بكل ثقة، وبكل تواضع في الوقت نفسه شهادات كبار ضيوف المبرة من علماء ومفكرين ودعاة الذين أشادوا ليس بهذا المنهج فحسب بل بالإبداع الذي انصب في قالبه ... والشكل المقدم فيه ... وهو بشهادتهم جميعاً منهج ابتكاري غير مسبوق في المكتبة الإسلامية ولا في الميدان

الدعوي.

عزيزي القارئ :

ليس المقام مقام إطالة واستفاضة، ولكنه شعور بالغبطة لابد من التعبير عنه، من باب: «وأما بنعمة ربك فحدث » وإن كنا لا ندعي أننا بلغنا الكمال ... فذاك على الخلق محال، وهو مخصوص لرب العزة والجلال .

لذا نقف هنا ... وفي الجعبة المزيد من الخواطر ... نكتفي بما ذكرنا منها ... ولعلها تصل إلى القارئ الكريم خلال رحلته الممتعة إن شاء الله في ثنايا موقعنا الالكتروني .

ولله الحمد والمنة أولاً وأخيراً .. نسأل الله التوفيق والقبول .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .


د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي
رئيس مجلس إدارة مبرة الآل والأصحاب