إن الله عز وجل اصطفى وفَضَّل من الملائكة والأنبياء والرُّسل والأزمنة والأمكنة والأخلاق والأَعمال ما هو معلوم بنصوصٍ واضحةٍ بينةٍ وقد اصطفى الله قريشاً من الناس واصطفى من قريش بني هاشم ومنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل بني هاشم والخلق أجمعين.
وقد اخترتُ لبحثي هذا شخصيةً قلما تَعَرَّض لها العلماء تفصيلاً، فأردتُ أن أُعبق الأذهان بأريجٍ من عطر النبوة، وشذى بضعةٍ من أهل البيت النبويّ.
إِنها فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - التابعية الجليلة المحدثة والمربية الفاضلة الصَّابرة المحتسبة أجرها في صبرها وعنائها في رعاية أبنائها عند الله عز وجل فمع هذه الشخصية سوف نستروِحَ من عِطرها وسيرتها الزكية ما تنشرح له الصُّدور، وتلذ الأفئدة، وتطمئن القلوب.
ولم تأل مبرة الآل والأصحاب في الكويت جهداً في تلقي هذا العمل بالقبول والتشجيع على تأليفه وأمثاله من الكتب القيمة والاهتمام اللائق به حتى خرج بين يديك عزيزي القارئ في حلته القشيبة هذه.