هو رجلٌ تشرّف بصحبة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه فآزره ونصره وساهم مع إخوانه الصحابة في بناء حضارة هذه الأمة ومجدها وتاريخها الذي تفخر به وتباهي الأمم .
وهو أكثر الصحابة رواية لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستحق بصدق لقب ( راوية الإسلام ).
لم نجد للجيل الأول والثاني ومن بعدهم من آل بيت النبوة من يطعن به أو يكذّبه وإنما وجدنا علياً بن الحسين رضي الله عنهما يعمل بروايته، ويصدقها كما في كشف الغمة للأربلي (279/2 )، لما قال له سعيد بن مرجانة سمعت أبا هريرة يقول: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منه إرباً من النار...)
فقال علي بن الحسين: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
فقال سعيد: نعم، فقال لغلام له: أفره غلمانه (أي أفضل غلمانه) أنت حرٌ لوجه الله.
ووجدنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول له: ( يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحفظنا لحديثه) وفي رواية (وأعلمنا بحديثه). رواه أحمد (4453) والترمذي (3836).
هذا هو أبو هريرة رضي الله عنه في أعين الصحابة والقرابة وتلك مآثره شاهدةٌ له بالفضل والرفعة والأمانة، فحُق للأمة أن تفخر بمثل هذه النخبة التي تربت في مدرسة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
مبرة الآل والأصحاب