تناول هذا الكتاب بصورة مفصلة سيرة السيدة الفاضلة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، مع لمحات يسيرة من سيرة أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه، وركز بالأساس على المصاهرة المشهورة والثابتة والتي جمعت عمر وعليا رضي الله عنهما حين تزوج عمر رضي الله عنه أم كلثوم بنت علي و فاطمة رضي الله عنهما ، فتوشجت بذلك أواصر المحبة والمودة بين البيت العمري والبيت العلوي.
إلا أن البعض قد حاول أن يغطي هذه المصاهرة المباركة، لأنها وقفت سدا منيعا ضد دعاوى القطيعة بين عمر و آل البيت رضي الله عنهم ، هذه الدعاوى التي تدور بين نفي وإنكار هذه المصاهرة، وبين التشكيك فيها، وبين ادعاء وقوعها بدون رضى علي رضي الله عنه ، وهو ما تم رده وتفنيده بمنهج علمي مؤصل قائم على استقراء أمهات كتب الحديث والرواية والتاريخ والنسب والفقه، مع الإحاطة بسائر المؤلفات التي تعرضت لهذه المصاهرة، ومناقشة جل الاعتراضات والمغالطات التي تضمنتها، واتضح من خلال هذه الدراسة أن هذه المصاهرة حقيقة تاريخية ثابتة بصورة قطعية وبأوثق الطرق العلمية، فضلا عن ضعف مغالطات المعترضين وعدم اتساقها مع أصول التحقيق العلمي، بل مجانبتها للأمانة العلمية والإنصاف .