نقرأ في هذا الكتاب مظهراً من مظاهر وحدة الأمة الإسلامية تشترك فيه جميعاً ألا وهو توحيد «مواقيت الصلاة» التي جاء بها الباحث أنموذجاً على ما ينبغي أن تكون عليه الأمة، وقد جاء بمقدمة تكلم فيها عن الصلاة وأهميتها وأهمية المحافظة عليها.
ثم جاء الباحث بأربعة فصول وخاتمة عنونها بعود على بدء متطرقاً إلى أهم ما يمكن أن يتناول في هذا الموضوع فقد تعرض للمحكم والمتشابه وتعيين الآية للوقت وعدم تعيينها للعدد أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل...
كما تعرض لصلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أوقات متفرقة وأسماء الصلاة في القرآن، والعلة في الجمع بين الصلوات، وحكم تأخير المغرب عند الأئمة عليهم السلام كما تعرض لحديث جبريل عليه السلام في المواقيت، ثم ذكر أن المباح إذا أدى إلى الوقوع في الحرام يصبح حراماً مستدلاً بالنافلة فإنها في أصلها مستحبة فإذا ضيق شخص على نفسه وقت العصر بحيث إنه إذا صلاها غابت الشمس أو أخر الصبح بحيث إنه إذا صلى النافلة طلعت الشمس فإن النافلة هنا تنقلب إلى حرام، وكذلك المباح إذا فوَّت علينا واجباً أدخلنا في حرام.
إن الباحث رغم اختصاره لهذه المباحث والفصول وتشعب المواضيع التي تناولها فقد أحاط بجميع حيثيات الموضوع ومتعلقاته في سياق متصل بموضوع بحثه فكان فعلاً مساهمة جادة في إثراء هذه السلسلة ومتابعة الإصدارات فيه مساهمة تذكر فتشكر إذ خلص الباحث إلى أهمية بذل كافة أطياف المجتمع كل ما في وسعهم لأجل أن يتوحدوا في مواقيت الصلاة وفي توحيد المساجد وبالتالي يتوحدوا في كل شيء ما دام ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم فعلينا معاشر المسلمين أن ننبذ الخلاف والتعصب وأن نفوت الفرصة على الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر.