زينب الكبرى بنت علي رضي الله عنهما وفاطمة رضي الله عنها هي حفيدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن شخصيات آل البيت التي خُطّت عنها الكثير من الكتابات قديما وحديثا، وقد درست ما أُلف عن زينب الكبرى في هذا العصر، حيث صدرت عشرات المؤلفات عن زينب - وقد طالعت جلها - وقارنته مع ما دون عنها في المصادر الأصلية للتراث، فهالني حجم البون الشاسع بين سيرة رينب الحقيقية - والتي خفِي عنا منها الكثير ولم يُنقل في المصادر الأصلية منها إلا اليسير - ، وبين ما سُطر في الكتب التي ألِّفت عنها في العصور المتأخرة، وقد أدى الاعتماد عل هذه الأباطيل والأكاذيب المروية في التاريخ إلى ظهور صور عديدة من الغلو في زينب، وهذا الغلو تارة يكون في الإفراط في ادعاء مظلوميتها، وأن ما نالها من النوائب لم ينل أحدا من العالمين بمن فيهم الأنبياء والمرسلون، وتارة في
الإفراط في حبها وفضائلها،حتى بلغ الإفراط عند بعضهم إلى القول بعصمتها، وتفضيلها على الأنبياء والمرسلين.
ثم إن من الأمور المحيرة والتي لا تزال تبعث على الاستغراب، هو كثرة المراقد والمزارات التي تُنسب إلى زينب في الأقطار والأمصار، وهذا ما حملني عل تتبع أصل وتاريخ هذه القبور المنسوبة لزينب وبيان حقيقتها للناس، وأرجوا أن أكون وفَّيت الحفيدة النبوية والبضعة العلوية زينب الكبرى رضي الله عنها، شيئا من حقها، بتبرئتها من الأكاذيب التي ألصقت بتاريخها.

