آداب الطعام في تراث الآل والأصحاب

آداب الطعام في تراث الآل والأصحاب
شارك :
إنّ من أهم الآداب التي اشتمل عليها الإسلام: آداب الطعام، حيث اهتم بها الشرع، فوضع للطعام آداباً وجعل له أحكامًا. وذلك لأن الطعامَ كما يقول الإمام الغزالي رحمه الله: «مقصد ذوي الألباب لقاء الله تعالى في دار الثواب، ولا طريق إلى الوصول للقاء الله إلى بالعلم والعمل، ولا تمكن المواظبة عليهما إلا بسلامة البدن، ولا تصفو سلامة البدن إلا بالأطعمة والأقوات، والتناول منها بقدر الحاجة، على تكرر الأوقات، فمن هذا الوجه قال بعض السلف الصالحين: إن الأكل من الدِّين. وعليه نبَّه رب العالمين بقوله وهو أصدق القائلين: {كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا}، (المؤمنون: 51)». وقد وضع القرآن الكريم القوانين الكلية لآداب الطعام والشراب، فقال تعالى: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، (المؤمنون: 51)، وقال تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، (الأعراف: 31)، واهتم بتلك الآداب العلماءُ، فألَّفوا فيها المؤلفات المستقلة. من هنا جاء هذا الكتاب عن آداب الطعام في تراث آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الأطهار، وصحابته الأبرار، رضي الله عنهم أجمعين، وذلك لما لهم من فقهٍ في الدين، ومحافظة على الآداب، وقدرٍ عالٍ من المحافظة على الشرع وأحكامه، ومرجعيةٍ في الفقه والسلوك لعموم المسلمين.