البيان الختامي والتوصيات النهائية لملتقى السابقون الأولون ( الملتقى الأول ) - منذ 9 سنوات

البيان الختامي والتوصيات النهائية لملتقى السابقون الأولون ( الملتقى الأول )

البيان الختامي والتوصيات النهائية لملتقى السابقون الأولون ( الملتقى الأول )  

 

أصدر مؤتمر السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين في نهاية بياناً ختامياً وعدة توصيات منبثقة من فعاليات المؤتمر وقد خاطب صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه في حفل افتتاح المؤتمر المشاركين فيه بكلمة ألقاها نيابة عن سموه معالي المستشار راشد الحماد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية دعا فيها سموه إلى أهمية الاهتداء بسيرة الآل والأصحاب وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية .

وألقى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة أشاد فيها بجهود الآل والأصحاب في خدمة الإسلام وبالتالي مكانتهم الرفيعة لدى المسلمين.

كما ألقى فضيلة الدكتور عادل بن عبد الله الفلاح ، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت كلمة أشاد فيها بالشراكة الإيجابية بين الوزارة والرابطة والمبرة .

ثم ألقى كلمة مبرة الآل والأصحاب فضيلة الدكتور عبد المحسن الجار الله الخرافي رئيس المبرة أثنى فيها على التكامل الكبير مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، وأشاد بالدور الرائد للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين برابطة العالم الإسلامي.

وخلال جلسات المؤتمر ناقش المشاركون فيه موضوعات ستة، كانت تفاصيلها تدور حول المحاور التالية :

الأول: آل البيت والصحابة فضل ومكانة.

الثاني: العلاقة بين الآل والأصحاب.

الثالث: أسباب الخلاف حول آل البيت والصحابة.

الرابع: آل البيت والصحابة والدور الريادي.

الخامس: نماذج للعمل الخيري المؤسسي لإحياء مآثر الآل والأصحاب.

السادس: الآل والأصحاب ومشروع وحدة الأمة.

وقد أكد المشاركون في المؤتمر على عدد من القضايا وفي مقدمتها :

أولاً : الحرص على وحدة الأمة الإسلامية وعلى اجتماع أهل القبلة ، على اختلاف فئاتهم، على ما يحقق مقاصد دينهم ويصلح دنياهم ويعينهم على مواجهة التحديات: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) [آل عمران:103] ثانياً: خطورة النـزاع وضرورة البعد عن كل ما يثير العداوة والبغضاء ويؤجج الفتن بين المسلمين ويضعف شوكتهم ويبدد طاقات الأمة وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ( الأنفال – 46)

ثالثا: مراعاة آداب الخلاف والتعامل مع المسائل الخلافية بالحوار ، وتجنب كل ما يؤدي إلى نزاع طائفي وما يثير العداء والفتن بين المسلمين.

رابعاً: ضرورة التأكيد على وحدة مصادر التلقى للمسلمين وعلى رأسها الكتاب والسنة، والتأسي بعمل آل بيته وصحبه رضي الله عنهم أجمعين فهم سلف الأمة وخير من فهم كتاب الله وسنة رسوله  وعمل بهما.

خامساً: توقير النبي  بتوقير الجيل الذي رباه، وعدم التعرض لهم بسوءٍ قولاً أو فعلاً :قال تعالى(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح 29 )

سادسا: ضرورة التفاهم على منهج علمي عقلي للحوار يثمر التعاون المنشود بين جميع فئات المسلمين.

سابعا: التنبيه إلى أن الخصومة بين آل البيت وسائر الصحابة متوهمة لا أساس لها من الصحة تدحضها شهادة الله تعالى لهم بالتآلف والمودة : قال تعالى ” وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ “الأنفال:63.

ودعا المشاركون الجامعات والمؤسسات الإسلامية ووزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف ومنظمات الدعوة الإسلامية إلى عقد المناشط المشتركة التي تستلهم القدوة والأسوة من سير الآل والصحابة الكرام بما يعزز وحدة الأمة الإسلامية ويظهرها كياناً واحداً فضلا عن توجيه أقسام الدراسات العليا لاختيار موضوعات في التعليم العالي تخدم تراث الآل والأصحاب .

التوصيات

وبعد مناقشات مستفيضة لمحاور المؤتمر من خلال البحوث التي استعرضها الباحثون وناقشتها ورش العمل التي كانت مصاحبة للمؤتمر أوصى المؤتمر بما يلي:

في مجال الدعوة:

1. التأكيد على فضل آل البيت والصحابة الكرام وعدالتهم وسمو مكانتهم وعلو قدرهم ، لسابقتهم في الإسلام ونصرة رسول الله  والدفاع عن الدين والسعي لنشره في أرجاء المعمورة .

2. موالاة آل البيت والصحابة ومحبتهم ونصرتهم والدفاع عنهم والترضي عنهم، فهم أفضل الأمة وخير القرون .

3. التزام الوسطية والاعتدال في الموقف من الآل والأصحاب، والحذر من الغلو والجفاء.

في مجال التربية والثقافة:

أكد المؤتمر على أهمية الاستفادة من مآثر الآل والأصحاب في تربية الأجيال ودعا إلى :

• إدخال ثقافة الحب والتوقير للآل والأصحاب وبيان مآثرهم في المناهج و المناشط الدراسية من قصةٍ ودورات تدريبية وعلمية ومسابقات وأسابيع ثقافية وكراسٍ علمية مع تشجيع التفرغ الدعوي لعدد من الدعاة للتخصص في هذا المجال.

• تقوية أوجه التعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية و الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين ومبرة الآل والأصحاب وغيرها من الجهات ذات الاختصاص من حيث تبادل الخبرات ومد جسور التواصل وتكامل الأعمال والمناشط في جميع المجالات العلمية والثقافية والتطوير والتدريب وغيرها .

وفي المجال الإعلامي

دعا المؤتمر وسائل الإعلام الإسلامية إلى الإسهام في:

• نشر ثقافة الأمة الواحدة بإبراز علاقة الآل والأصحاب في الوسائل الإعلامية، وبث فضائلهم وأثرهم الكريم في حفظ الإسلام ونشره ، والابتعاد عن كل ما يسئ لهم لما فيه من تجاوز لكريم حقهم وما يؤدي إليه من تباغض المسلمين وتفرقهم وضعفهم أمام دول العالم .

• تحري الدقة والموضوعية في تناول الأحداث التاريخية، والابتعاد عن ما يثير الفتنة الطائفية التي تورث المسلمين الفرقة والتناحر.

• إعداد برامج إعلامية للتوعية بتراث الآل والأصحاب لعرضها في وسائل الإعلام المختلفة.

• إنشاء موقع على شبكة الانترنت بلغات عديدة يعنى بتراث الآل والأصحاب وإبراز مآثرهم والدفاع عنهم .

• تشجيع إقامة مؤسسات تعنى بتراث الآل والأصحاب في البلاد الإسلامية، والإفادة من التجارب القائمة ومن أبرزها مبرة الآل والأصحاب في دولة الكويت .

المشروعات العملية :

يوصي المؤتمر بأن تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت بالتعاون مع الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين ومبرة الآل والأصحاب، المشروعات العملية التالية :

1ـ إقامة مؤتمر دوري للجهات والشخصيات المعنية بتراث الآل والأصحاب .

2ـ تشجيع ودعم المشروعات التي تساهم في تحقيق توصيات المؤتمر.

3ـ السعي إلى تأسيس مشروع وقفي لدعم الإصدارات العلمية والإعلامية في تراث الآل والأصحاب.

4ـ تكوين لجنة تنفيذية من الجهات التي نظمت المؤتمر والمشاركين فيه لمتابعة إنجاز التوصيات العملية التي أوصى بها المؤتمر .

وفي ختام المؤتمر عبر المشاركون فيه عن شكرهم وامتنانهم لاستضافة دولة الكويت الشقيقة ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمؤتمر ، ورفعوا برقية شكر وتقدير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه، ولولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، ولرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر محمد الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، كما شكروا معالي نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار راشد عبد المحسن الحماد، مثنين وشاكرين الجهود الخيرة التي تبذلها مبرة الآل والأصحاب ، كما سجلوا تقديرهم لرابطة العالم الإسلامي وللملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الذي يلقى الدعم والرعاية من المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.