الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فبعون الله تعالى وتوفيقه، اختتم مؤتمر : ( السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين) الثاني الذي عقد في دولة الكويت، وقد شرفه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – بإسباغ رعايته الكريمة، وقد عقدته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت بالتعاون مع الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين برابطة العالم الإسلامي ومبرة الآل والأصحاب بدولة الكويت، وذلك في الفترة من 25 – 27 محرم 1433هـ التي توافقها الفترة من 20 – 22 ديسمبر 2011م. بفندق شيراتون الكويت.
وقد أناب حضرة صاحبُ السمو أمير البلاد -حفظه الله ورعاه- معاليَ وزيرِ الشئون الاجتماعية والعمل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون الإسكان / محمد عباس النومس، في حضور فعاليات حفل الافتتاح، وقد ألقى معالي الوزير كلمة نبه فيها إلى أهمية الظرف الحالي ومدى دقته، والأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة خاصة، والأمة الإسلامية عامة، مبينا الحاجة الماسة إلى الاقتداء بسيرة محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ، مؤكداً على رعاية سمو أمير البلاد الكاملة للمؤتمر وغاياته النبيلة.
وألقى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة رحب فيها بعقد المؤتمر الثاني وأكد على حرص الرابطة على دعم كل ما يهدف إلى إثراء الثقافة الإسلامية المستمدة من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته الكرام رضي الله تعالى عن الجميع، وأكد معاليه استعداد الرابطة دعمَ كل ما من شأنه أن يوحد كلمة المسلمين على هدي الكتاب والسنة.
وألقى سعادة الدكتور عادل عبدالله الفلاح، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت كلمة نوه فيها بأهمية تعاون المؤسسات الحكومية والأهلية في سبيل تحقيق الاجتماع والوحدة بين أطياف المجتمع – من خلال التعاون المثمر مع رابطة العالم الإسلامي ومبرة الآل والأصحاب – وتعاونها مع فئات المجتمع ومؤسساته في سبيل نهضة الأمة وإرساء دعائم الوحدة الوطنية.
ثم ألقى سعادة الدكتور سيف بن راشد الجابري، مدير إدارة البحوث ممثل هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة كلمة أعرب فيها عن تفاؤله بنجاح المؤتمر الذي ينعقد متوافقاً مع اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي بالرياض.
وأشار إلى أهمية تضافر الجهود لغرس قيم التأسي بالسابقين الأولين لدى عموم الأمة الإسلامية.
ثم ألقى سعادة الأستاذ خليل الشطي رئيس مبرة الآل والأصحاب كلمة عبر فيها عن أهمية عقد المؤتمر الثاني للسابقين الأولين الذي يمثل نهج مبرة الآل والأصحاب، وأشار إلى التكامل بين المبرة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأشاد بالمهمات الرائدة التي ينفذها الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي وأعرب عن الأمل في أن تجد ثقافة العلاقة الحميمة بين الآل والأصحاب دورها الفاعل عبر المناشط الثقافية والاجتماعية والسياسية في البلدان الإسلامية.
وفي جلسات المؤتمر ناقش المشاركون موضوعات عديدة، تدور تفاصيلها حول المحاور الآتية:
الأول: النظرات المنهجية حول تراث الآل والأصحاب من الناحيتين العقدية والفقهية.
الثاني: الإطار الإعلامي لدعم مشروعات تراث الآل والأصحاب.
الثالث: الأسرة في تراث الآل والأصحاب.
الرابع: تجليات تراث الآل والأصحاب في الأدب العربي.
الخامس: الاكتفاء الذاتي للمشروعات العلمية في تراث الآل والأصحاب.
السادس: بث ثقافة الآل والأصحاب في المناهج الدراسية.
السابع: خدمة تراث الآل والأصحاب على مستوى الدراسة والنشر.
الثامن: دور وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والجهات المساندة في النهوض بتراث الآل والأصحاب.
التاسع: الجانب الفكري في تراث الآل والأصحاب.
وهذه المحاور تم تناولها في المحاضرات العامة والورش والحلقات النقاشية.
التوصيات
وبعد المناقشات المستفيضة والاستعراض لموضوعات المؤتمر والمشاريع العملية المقترحة انتهى المشاركون إلى التوصيات الآتية:
أولاً/ في المجال الإداري التنفيذي:
1- استمرار عمل لجنة متابعة توصيات المؤتمر الأول لمتابعة توصيات المؤتمر الثاني مع توجيه الشكر الجزيل لأعضائها على جهودهم المتواصلة.
2- أهمية إنشاء أوقاف تمول مختلف المشروعات الداعمة لثقافة الآل والأصحاب.
3- تطوير مبرة الآل والأصحاب لتكون مؤسسة عالمية تنسق جهود المؤسسات العاملة في المجال نفسه على مستوى العالم.
4- دراسة إنشاء إدارة متخصصة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت تعنى بتراث الآل والأصحاب وكذلك في وزارات وهيئات الشئون الإسلامية في الدول الإسلامية.
5- حث وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية على الاهتمام بنشر ثقافة حب الآل والأصحاب وتقديرهم لبعضهم في مختلف الأنشطة الدعوية والعلمية.
6- إقامة مؤتمر السابقون الأولون الثالث في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي.
7- تشكيل لجنة من ممثلين عن وزارات وهيئات الشئون الإسلامية الخليجية لتنسيق الجهود ووضع الخطط وتنفيذها لنشر تراث الآل والأصحاب.
ثانياً/ في مجال الإعلام:-
1- إنشاء قناة فضائية تقوم بنشر العلاقة الوطيدة بين الآل والأصحاب ودعوة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت لتولي المهام الإدارية والدعم المالي للقناة، ودعوة مبرة الآل والأصحاب ورابطة العالم الإسلامي إلى التعاون مع الوزارة في الإشراف العلمي على القناة، مع الإفادة مما أصدره المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي الذي عقدته الرابطة في جاكرتا.
2- حث وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول الخليج العربي على إنتاج برامج في موضوعات المؤتمر وتزويد القنوات الفضائية بها بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية.
3- توظيف تقنيات الاتصال الحديثة والإعلام الجديد في نشر ثقافة الآل والأصحاب.
4- تأسيس شركة إنتاج إعلامي تعنى بإنتاج البرامج المتميزة والهادفة في موضوعات المؤتمر.
ثالثاً/ في مجال البحث العلمي:-
1- إصدار مجلة علمية محكمة تعنى بتراث الآل والأصحاب.
2- إنشاء جائزة دورية لتشجيع الباحثين والأكاديميين على القيام بدراسات وبحوث تتعلق بالآل والأصحاب.
3- التأكيد على الإنجازات الحضارية للآل والأصحاب في الفتوحات الإسلامية.
4- إعداد دراسات لاستشراف مستقبل العلاقة بين المسلمين في ظل تأصيل ثقافة الآل والأصحاب.
5- إنشاء مكتبة إليكترونية جامعة لمختلف الدراسات المتعلقة بتراث الآل والأصحاب.
6- التأكيد على إجماع الأئمة الأربعة وأتباعهم على حب آل البيت ومودتهم والاستفادة من المشروعات العلمية التي أنجزتها مبرة الآل والأصحاب في هذا المجال.
7- العناية بكتب الأدب المتضمنة تراث الآل والأصحاب تحقيقاً ونشراً.
8- تأسيس مركز عالمي يعنى بترجمة الكتب المعنية بالثقافة الإسلامية عامة، وما يتعلق بالآل والأصحاب خاصة.
رابعاً/ في مجال التربية والتعليم:-
1- الدعوة إلى الشراكة بين وزارات التربية والتعليم بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لتضمين المناهج الدراسية ما يعمق صلة الأجيال الناشئة بالسابقين الأولين.
2- إبراز جانب القدوة في حياة الآل والأصحاب والحث على الاقتداء بهم في المناهج الدراسية.
3- التعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( إيسيسكو ) في تطوير المناهج الدراسية في الدول الإسلامية بما يعزز مكانة السابقين الأولين وترجمتها.
4- الإسهام في تأهيل المعلمين وإبراز أثرهم في تنشئة الأجيال على احترام ثقافة الآل والأصحاب.
5- حث وزارات التربية والتعليم في الدول الإسلامية على تنقية المناهج الدراسية من الأخطاء التي تسيء إلى السابقين الأولين.
6- الحث على دعم الأنشطة الثقافية المدرسية التي تهدف إلى تعميق مكانة السابقين الأولين في نفوس الطلاب.
خامساً/ في مجال الأسرة:-
1- الكشف عن الإسهامات الحضارية للمرأة في تراث الآل والأصحاب من خلال مسيرتهم التاريخية.
2- إشراك المرأة في البرامج التدريبية والتأهيلية الهادفة إلى تعميق ثقافة الآل والأصحاب.
3- تكوين لجنة متخصصة لدراسة مشروع أدب الطفل وخدمتة تراث الآل والأصحاب.
وفي ختام المؤتمر عبر المشاركون عن جزيل الشكر والتقدير لحفاوة استضافة دولة الكويت الشقيقة ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمؤتمر، ورفعوا برقية اعتزاز وامتنان لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه، ولولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، ولرئيس مجلس الوزراء معالي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح حفظه الله، كما شكروا معالي وزير الشئون الاجتماعية والعمل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشئون الإسكان محمد عباس النومس، معبرين عن شكرهم للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين برابطة العالم الإسلامي، ولمبرة الآل والأصحاب للمشاركة الفعالة في إنجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه.
والله ولي التوفيق
صدر في الكويت 27/01/1433هـ – الموافق 22/ 12/2011م