كلمة رئيس مبرة الآل والأصحاب في افتتاح ملتقى السابقون الأولون (الملتقى الأول )
قال السيد رئيس مبرة الآل والأصحاب في كلمته في افتتاح الملتقى :
” في عام 2004م التقت ثلة كريمة من أبنائكم وإخوانكم على محبة الآل والأصحاب ، وقد ساءها ما رأت في حينها من حولها من جهل كبير بتراثهم، وتجنَّ من بعض المتطرفين تجاههم، وهم من هم في سابق فضلهم، فهم الذين ناصروا نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم، وهم والذين نصروا الدين ونشروه في سائر أصقاع المعمورة، وهم الذين أوصلوا لنا القرآن الكريم سليماً من التحريف الذي أصاب الكتب السماوية السابقة، كما نقلوا لنا السنة النبوية الشريفة صحيحة من التحريف، نقية من الابتداع.
ولكن تلك الجهود كانت في حينها فردية لا تجمعها راية رغم جميل الغاية، فاجتهد مجتهدهم في استحداث إطار مؤسسي تصب في بوتقته الجهود، وتلتقي فيه الإرادات المخلصة، وما هي إلا فترة وجيزة كان فيها تعاون معالي وزير الشئون الاجتماعية والعمل آنذاك وإدارة الجمعيات الخيرية والمبرات واضحاً فتم إشهار مبرتكم : ” مبرة الآل والأصحاب ” في الثالث والعشرين من فبراير عام 2005م.
وقد كان تأسيس المبرة بالفعل ” حلماً جميلاً ” تغنم من خلاله هذه الثلة الطيبة من جيل التأسيس كل مميزات العمل المؤسسي وتستبعد سلبيات العمل الفردي أو غير المؤسسي، وتحقق أهدافها التي من أهمها دعم وحدة الأمة بشكل عام والوحدة الوطنية بشكل خاص، وزيادة التقارب بين شرائح المجتمع من خلال تجلية بعض المفاهيم الخاطئة التي رسخت في نفوس بعض المسلمين عن أهل البيت والصحابة الأطهار الأخيار رضي الله عنهم جميعاً.
وها هي مبرتكم ” مبرة الآل والأصحاب ” … وفي غضون أقل من خمس سنوات قد غدت مؤسسة بحثية علمية متخصصة استطاعت فيها أن تشكل مرجعية علمية في مجال اختصاصها كيف لا والتخصص بشكل عام يقود إلى الإبداع في مجاله، وقد تصدت لموضوع قد يكون عند البعض شائكاً، ولكنه عند الله سبحانه عظيم. وإني لأعتقد جازماً – وإن كان حديثي في بلدي وفي مبرتي مجروحاً- أن المبرة تقدم الآن إضافة إبداعية للعمل الاجتماعي في دولة الكويت الحبيبة هو امتداد للإبداعات الكثيرة التي سبقنا بها أعمام وإخوان كرام سواء في مجال تصدير العمل الخيري إقليمياً وعالمياً أو في شتى المجالات التي أبدع فيها الكويتيون. أما شقيقتنا الكبرى راعية الجميع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية فلها منا عظيم الشكر وجزيل الامتنان حيث نقولها – وبلا مجاملة: لقد وجدنا من جميع مسئوليها وعلى اختلاف مستوياتهم كل تعاون ، يُجَمِّلُه حسن استقبال وترحاب، في تحقيق أهداف المبرة ، وتتوج هذا التعاون اتفاقية التعاون التي تم توقيعها في 1/3/1429هـ الموافق 9/3/2008م بين الوزارة والمبرة.
وأما رابطة العالم الإسلامي عامة والملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين خاصة فلهم كذلك من الشكر أجزله لما لمسنا منهم من شعور بالمسئولية تجاه قضايا المسلمين واحتياجاتهم لتوجيه مناشط الرابطة والملتقى إليها والمبادرة بشأنها.
الإخوة الفضلاء:
من اجتهد فأصاب فله أجران…وقد وُعدنا بأجر العمل على الأقل... لكننا في ثقة تامة من توفيق ربنا سبحانه إلى الأجرين إن شاء الله … تبشرنا فيه مظاهر النجاح التي نراها تباعاً لمبادرات المبرة ولعل آخر حلقات ذلك النجاح: هذا المؤتمر الكريم، فالحمد لله على توفيقه.
إننا إذ نجتمع اليوم لنناقش قضية مهمة من قضايا تراثنا العريق لندرك جيداً الظروف التي تدور في واقعنا المعاصر، ونعرف بدقة الأحداث الخطيرة التي تمر بها أمتنا، بما يغني عن كل تعليق، ويكفي عن أي توصيف. ونحن إذ نبدأ على بركة الله هذا المؤتمر الكريم لنرجو من علمائنا ومشايخنا الذين تجشموا المتاعب، ولبوا الدعوة رغم مشاغلهم ومتاعبهم، أن نعمل جميعاً على تحقيق أهداف هذا المؤتمر، ليكون لبنة في بناء صرح اجتماعي سليم، ونسيج وطني قوي، يتحدى التيارات الهدامة، ويستعصي على محاولات التشويه والتشويش بعيداً عن النعرات الطائفية والجدل العقيم ففي مواطن الالتقاء مساحات أكبر بكثير من مساحات الاختلاف، لننتقل – وتنتقل معنا الأمة بإذن الله تعالى – من الفرقة إلى الوحدة، ومن الاختلاف إلى الائتلاف، ومن التنافر إلى التضافر، ومن الضعف إلى القوة.