تقرير شامل عن مؤتمر السابقون الأولون الثاني
تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ، أقامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتعاون مع مبرة الآل والأصحاب ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة مؤتمر «السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين» الثاني، الذي عقد في الفترة من 20-22 ديسمبر الماضي .
وقد صرح رئيس مبرة الآل والأصحاب أ.خليل الشطي بأن من أهداف المؤتمر : نشر تراث ومحبة الآل والأصحاب ، وعرض البصمات الحضارية للآل والأصحاب، وتأطير المنهجية السليمة لفهم النصوص المتعلقة بالآل والأصحاب بين الغلو والاعتدال، واستعراض موقف علماء الأمة من آل البيت النبوي.
وأشار الشطي، إلى أن المؤتمر استضاف شخصيات إسلامية من المتخصصين في تراث آل البيت والأصحاب، ناقشوا 8 محاور مهمة حول البصمات الحضارية التي تتعلق بالآل والأصحاب من خلال حوار هادئ وهادف، وتخللت هذه الحوارات ورش عمل ناقشت العديد من الأمور المساندة لفعاليات المؤتمر ومحاوره.
وقد اعتبر أيضاً أن المؤتمر الأول «السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين» انطلاقة نحو العالمية، خصوصا على المستويين الإقليمي والعربي، حيث تم عرض الثقافة الوسطية في حقيقة العلاقة بين أهل البيت الأطهار والصحابة الأخيار، في طرح بعيد عن الغلو والإنكار، مشيرا إلى أنه كان من ثمار المؤتمر، تعزيز العلاقة بين مبرة الآل والأصحاب في الكويت كمؤسسة أهلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كجهة رسمية حكومية، ورابطة العالم الإسلامي كمنظمة إسلامية عالمية تهتم بنشر الإسلام، كما نقلوه لآل البيت والصحابة رضي الله عنهم أجمعين ورعاية المسلمين وتثقيفهم للمنهج الوسطي في الدعوة إلى الله.
وقال الشطي في تصريح صحافي لمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني «السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين» من 20 إلى 22 ديسمبر الجاري انه كان لهذا المثلث المؤسسي، وزارة الأوقاف ورابطة العالم الإسلامي ومبرة الآل والأصحاب ، دور كبير في متابعة توصيات المؤتمر الأول، فقد تم تشكيل لجنة ثلاثية للإشراف ومتابعة التوصيات، وكان من نتائجها إبراز العلاقة الحميمة بين الآل والأصحاب، من احترام متبادل والترفع عن الصغائر وتخطيهم لأسباب الخلاف والفرقة التي نشأت بينهم.
من جانبه أكد وكيل الوزارة د.عادل الفلاح أن الحياة المعاصرة بتعقيداتها وانطلاقها أبرزت أن الإنسان دائمًا بحاجة إلى نماذج وأمثلة من بني جنسه يكونون له قدوة ونبراسًا، ويقفون أمامه سادة وأبطالًا، ويتعامل معهم باحترام ويعتبرهم الأسوة الحسنة في الأخلاق والقدوة الصالحة في التشريع، والنموذج الكامل في الحياة والتطور، وبيَّن أن للحرية نماذج، وللعدالة رموزا، ولحقوق الإنسان أبطالا وللسبق في التطور والاختراعات روادا، وهؤلاء السابقون الأولون في نظر الأمم الشرقية والغربية سخرت لهم إبداعات، وبُذلت من أجلهم الأموال، وسطرت أسماؤهم في حضارتنا وتاريخنا وديننا لما نرى لهم من فضل وما نعرف عنهم من أصالة.
أما الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة د.عبدالله التركي فأشار إلى أن العالم الإسلامي الذي نعتز به وننتسب إليه قد دخل معظم شعوبه في دين الإسلام على أيدي الخلفاء الراشدين ومن جاء بعدهم من حكام المسلمين، وبين أن الصحابة طراز فريد وقدوة صالحة لمن جاء بعدهم من التابعين ومن بعدهم، ولن تستطيع الأمة أن تخرج جيلًا أهدى سبيلًا ولا أقوم على الإسلام من جيلهم، وهم الجسر الواصل بين الأمة وبين مصدر شريعتها، وبين أن الانتقاص من الصحابة الكرام لم يجلب على المسلمين إلا الضعف من جراء الشقاق والصراع الداخلي المستهلك لطاقة الأمة المادية والفكرية في غير المجال الذي يجب أن تصرف فيه، والعقلاء من مختلف فئات المسلمين يدركون أن حجم التحديات التي تواجهها أمتنا في هذا العصر يستدعي العمل على توطيد الصلة بين مختلف فئاتها على أسس من الروابط المشتركة التي تحميهم تحت مظلة الإسلام.
كما بين د.عبدالمحسن الخرافي عضو مجلس إدارة مبرة الآل والأصحاب في كلمة ألقاها عبر فيها عن أهمية عقد المؤتمر الثاني للسابقين الأولين الذي يمثل نهج مبرة الآل والأصحاب، وأشار إلى التكامل بين المبرة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأشاد بالمهمات الرائدة التي ينفذها الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي وأعرب عن الأمل في أن تجد ثقافة العلاقة الحميمة بين الآل والأصحاب دورها الفاعل عبر المناشط الثقافية والاجتماعية والسياسية في البلدان الإسلامية.
وختاما عبر جميع المشاركين في المؤتمر عن الشكر والتقدير لصاحب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على رعايته الكريمة للمؤتمر ولوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وللملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين برابطة العالم الإسلامي ولمبرة الآل والأصحاب للمشاركة الفعالة في إنجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه.